الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مختصر مغني اللبيب عن كتب الأعاريب **
(غَير) [انظر: المغني ص209]: اسم ملازم للإضافة، إما لفظًا وإما معنى إن فهم المعنى، وتقدمت عليها (ليس) كقولهم: قبضت عشرةً ليس غير. ويجوز في (غير) هنا الضم والفتح منونة، فإن كانت منونةً فضمها على أنها اسم (ليس) والخبر محذوف وفتحها على أنها خبر (ليس) والاسم محذوف، وإن كانت غير منونة فقيل هي مبنية، فيحتمل أن تكون اسمًا أو خبرًا، وقيل معربة فإن كانت مضمومةً فهي الاسم، وإن كانت مفتوحةً فهي الخبر، وأما المضافة لفظًا فتقع على وجهين: أحدهما: - وهو الأصل - أن تكون صفةً لنكرة ولم تتعرف بالإضافة لشدة إبهامها، أو لمعرفة قريبة من النكرة مثل: 34- [هذا بيت من البسيط لرجلٍ من بني كنانة، انظر: الكتاب 2/329، وانظره في اللسان والقاموس مادة (وقل). الشاهد فيه: (غيرَ أن) حيث جاءت (غير) مبنية لإضافتها إلى مبني وهو (أن) المصدرية] وقوله: 35_ [هذا الرجز لم أجد قائله ، انظره في شرح التسهيل 2/313 ومعجم شواهد العربية 2/476 . الشاهد فيه: (غيرَه) فقد بنيت لإضافتها إلى مبني وهو هاء الغيبة] (تنبيه _ من عندي _): قال المؤلف _ابن هشام _: '' وقولهم: (لا غيرُ) لحنٌ '' قال المحشي [هو الشيخ محمد الأمير، انظر إلى كلامه هذا في حاشيته على المغني 1/136]: '' والحق أنه ليس بلحنٍ فقد حكاه ابن الحاجب وأقره محققو كلامه، وأنشد ابن مالك [في شرح التسهيل 3/209]: 36- [هو بيت من الطويل ، لم أجد قائله، انظر: شرح التسهيل 3/209 والقاموس مادة (غير) والدرر 3/116. الشاهد فيه: (لاغيرُ) قال صاحب القاموس: '' وقولهم:(لا غيرُ) لحن'' وهو غير جيد لأنه مسموع في قول الشاعر: جوابًابه .. البيت '' ارجع إليه للاستزادة] الفاء المفردة [هو بيت من الطويل ، لم أجد قائله، انظر: شرح التسهيل 3/209 والقاموس مادة (غير) والدرر 3/116. الشاهد فيه: (لاغيرُ) قال صاحب القاموس: '' وقولهم: (لاغيرُ) لحن'' وهو غير جيد لأنه مسموع في قول الشاعر: جوابًابه .. البيت '' ارجع إليه للاستزادة]: ترد على ثلاثة أوجه: أحدها: أن تكون عاطفةً فتفيد الترتيب والتعقيب والسببية، والترتيب نوعان؛ معنوي، كقام زيد فعمرو، وذكري، وهو عطف مفصلٍ على مجمل، نحو: والتعقيب في كل شيءٍ بحسبه، كما يقال: تزوج فولد له، إذا لم يكن بينهما إلا مدة الحمل، وقيل تأتي بمعنى (ثم) وبمعنى الواو. والسببية تكون غالبًا في العاطفة جملة أو صفة، فالأول نحو: الوجه الثاني - من أوجه الفاء -: أن تكون رابطةً للجواب في الشرط وشبهه، وذلك حيث لايصلح أن يكون شرطًا، وقد تحذف للضرورة وقد يأتي بدلها (إذا الفجائية). الوجه الثالث: أن تكون زائدةً في الخبر، إما مطلقًا مثل: أخوك فوجد. وإما بشرط أن يكون أمرًا أو نهيًا، كقوله: وقولك: زيد فلا تضربه، وأما قوله تعالى: (تنبيه): قيل الفاء تكون للاستئناف كقوله تعالى: {كُن فَيَكُونُ} [البقرة: 117] والتحقيق أنها للعطف. ( في)"1[1]": حرف جر، وله عشرة معانٍ: الأول: الظرفية، زمانًا أو مكانًا، حقيقةً أو مجازًا، ومن المكانية؛ أدخلت الخاتم في أصبعي لكنه على القلب. الثاني: المصاحبة، نحو: الثالث: التعليل، نحو: الرابع: الاستعلاء: الخامس: مرادفة الباء. السادس: مرادفة (إلى)؛ السابع: مرادفة (مِنْ). الثامن: المقايسة، وهي الداخلة بين مفضول سابق وفاضل لاحق التاسع: التعويض. العاشر: التوكيد، أجازه بعضهم في قوله تعالى: (قَدْ)"1[1]": على قسمين؛ حرفية واسمية. والاسمية إما اسم بمعنى: (حسب)، وإما فعل، إما اسم فعل، فالتي بمعنى (حسب) تستعمل مبنية وهو الأكثر، مثل: قدْ زيدٍ درهم. ومعربة وهو قليل، مثل: قدُ زيدٍ درهم. والتي بمعنى اسم الفعل تكون بمعنى (يكفي) كقولك: قدزيدًا درهم. والحرفية تختص بالفعل الخبري المثبت المتصرف المجرد من جازم وناصب وحرف تنفيس، وهي معه كالجزء فلا يفصل بينهما اللهم إلا بالقسم، كقوله: 38- [- هذا بيت من الطويل، لأخي يزيد بن عبد الله البجلي، روي الشطر الثاني :* وما العاشق المسكين فينا بسارق * في معجم شواهد العربية 1/236، والمعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية 2/576،وللفرزدق : وما حل من جهل حبى حلمائنا * ولا قائل المعروف فينا يعنف ، في ديوانه 2/561 والكتاب 4/118، ومعجم الشواهد والمعجم المفصل ، وورد البيت ملفقاَ : هنا، وفي الدرر 4/28 والمعجم المفصل ومعجم الشواهد . الشاهد فيه : (قد والله أوطأت) فإنه قد فصل بين (قد) والفعل بالقسم وهذا جائز .] وقد يحذف الفعل بعدها لدليل كقوله: 39- [- هذا بيت من الكامل ، للنابغة زياد بن معاوية الذُّبياني - فيما يزعمون - انظر : الديوان ص121 وشرح التسهيل 4/109 ابن عقيل 1/23 . والأشموني 1/15 ، والدرر 2/202 ، من قصيدة مطلعها : ورد البيت (أفد) وورد (أزف) . الشاهد فيه :(قدِ) حيث حذف الفعل بعد (قد) وهو (زال) .] وللحرفية خمسة معانٍ: الأول: التوقع، مثل: قد يقدم الغائب، ولا تدخل على ماضٍ متوقع. الثاني: تقريب الماضي من الحال، فإذا قلت: قام زيدٌ، احتمل أن يكون قيامه قريبًا أو بعيدًا، فإذا قلت: قد قام زيدٌ، اختص بالقريب، ولذلك إذا أجيب القسم بماض متصرف مثبت، فإن كان قريبًا من الحال جيء باللام و( قد) وإن كان بعيدًا جيء باللام وحدها، وإذا كان الماضي حالًا وجب دخولها عليه، مثل: المعنى الثالث: التقليل، مثل: قد يجود البخيل، وقيل هنا للتحقيق، والقلة مفهومة من حال البخيل. الرابع: التكثير. الخامس: التحقيق. (قَط)"1[1]": على ثلاثة أوجه: الأول: أن تكون ظرف زمانٍ لاستغراق ما مضى، فتفتح قافها وتضم الطاء مشددة، وقد تخفف مع ضمها أو إسكانها وتختص بالنفي مثل: مافعلته قَطُّ. الثاني: أن تكون بمعنى (حسب) فتفتح القاف وتسكن الطاء مبنية، تقول: قَطْ زيد درهم. قلت: وفي الحاشية"1[1]" عن حواشي التسهيل ''أنها لم تسمع إلا مقرونة بالفاء وهي زائدة لازمة عندي، وكذا أقول في قولهم: (فحسب) إن الفاء زائدة، وفي المطول: كثيرًا ماتصدر بالفاء تزيييناً للفظ'' ا.هـ. الثالث: أن تكون اسم فعلٍ بمعنى: (يكفي). الكاف المفردة"1[1]": تأتي جارة وغير جارة، والجارة إما اسم وإما حرف، فللحرفية خمسة معانٍ: [الأول]: التشبيه. [الثاني]: والتعليل، الثالث: الاستعلاء، وجُعل منه: كن كما أنت، أي عليه، وفيه أعاريب أخرى. الرابع: المبادرة، مثل: صَلِّ كما يدخل الوقت، وهو غريب جدًا. الخامس: التوكيد، وهي الزائدة، كقوله: والاسمية الجارة ترادف (مثل) قيل تختص بالضرورة كقوله: 40- "1[1]" وقيل: لا، فيجوز في زيد كالأسد، أن تكون الكاف اسمًا بمعنى (مثل). والكاف غير الجارة نوعان، ضمير منصوب أو مجرور، (كي)"1[1]": على ثلاثة أوجه: [الأول]: أن تكون اسمًا مختصرًا من (كيف) كقوله: 41- [- هذا بيت من البسيط، انظره في شرح التسهيل 4/19، وابن الناظم ص666 والأشموني 2/277والدرر 3/35 . الشاهد فيه : (كي) فإنها مختصرة من (كيف) .] فحذفت الفاء كما حذفت في قول بعضهم: '' سَوْ أفعل''، أي سوف أفعل. الثاني: أن تكون مرادفة للام التعليل وهي الداخلة على(ما) الاستفهامية في قولهم في السؤال عن العلة: كيمة، بمعنى (لمه). الثالث: أن تكون مرادفة لـ (أن) المصدرية، كقوله: {لِكَيْلا تَأْسَوْا} [الحديد: 23] فإن لم تتقدمها اللام جاز أن تكون مصدرية وجارة والناصب (أن) ولايجمع بينهما إلا في الضرورة كقوله: 42- [- هذا بيت من الطويل، لجميل بن معمر - جميل بثينة - انظر : الديوان ص79 وشرح التسهيل 4/16 وشرح الشذور ص310، والدرر 4/67. الشاهد فيه :(كيما أن) حيث جمع بين (كي)و(أن) وهذه ضرورة.] (كَمْ)"1[1]": على وجهين؛ استفهامية وخبرية، ويفترقان في خمسة أمور: الأول: أن الخبرية تحتمل الصدق والكذب، بخلاف الاستفهامية. الثاني: أن المتكلم في الخبرية لايستدعي من المخاطب جوابًا بخلاف الاستفهامية. الثالث: أن الاسم المبدل من الخبرية لا يقترن بالهمزة فتقول: كم عبيدٍ لي خمسون بل ستون، بخلاف الاستفهامية، فتقول: كم مالُكَ أعشرون أم ثلاثون. الرابع: أن تمييز الخبرية يكون مفردًا أو مجموعًا، وتمييز الاستفهامية لايكون إلا مفردًا. الخامس: أن تمييز الخبرية واجب الخفض، وتمييز الاستفهامية منصوب إلا أن تكون مجرورة بحرف فيجوز النصب وهو الكثير، والجر بـ(من) مضمرة وجوبًا، مثل: بكم درهمٍ اشتريتَ هذا الكتاب[؟]. (كأيٍّ)"1[1]" _ في (كأين) لغات أشار إليها [ابن مالك] في الكافية"26[225]": : اسم مركب من كاف التشبيه و(أيٍّ) المنونة، ولذا يجوز الوقوف عليها بالنون، وتكون خبرية للتكثير وهو الغالب مثل: 43- [- هذا بيت من الخفيف ، انظر : وشرح التسهيل 2/423، والأشموني 2/389 والتصريح 2/281 والدرر 4/51، الشاهدفيه : (ألِما) حيث جاء تمييزها منصوبًا وهو خلاف الأكثر الغالب .] ولا يدخل عليها حرف جر وأجاز بعضهم: بكأيٍّ تبيع هذا الثوب؟، ولا يكون خبرها مفردًا. (كَذَا)"1[1]": ترد على ثلاثة أوجه: الأول: أن تكون اسم إشارة مجرورًا بالكاف، وقد تدخل عليها ها التنبيه، كقوله: {أَهَكَذَا عَرْشُكِ} [النمل: 42] . الثاني: أن تكون كلمة واحدة مركبة، مكنيًا بها عن غير عدد، كما في الحديث: (أتذكر يوم كذا وكذا فعلتَ فيه كذا وكذا) 1[1]". الثالث: أن تكون كلمة واحدة مركبة، مكنيًا بها عن عدد، وتمييزها منصوب دائمًا، فلايجوز جره بـ(من) ولا بالإضافة، خلافًا للكوفيين حيث أجازوا الجر بالإضافة في غير تكرار"1[1]"، ولا تستعمل غالبًا إلا معطوفًا عليها. (كَلاَّ)"1[1]": حرف ردع وزجر، لا معنى لها سوى ذلك عند سيبويه وأكثر البصريين"34[226]"، فيجيزون الوقوف عليها دائمًا والابتداء بما بعدها. وزاد غيرهم معنى ثالثًا واختلف فيه، فقيل معنى (حقًا) وقيل معنى (ألا) الاستفتاحية وقيل معنى (نعم)، وعلى هذه الزيادة يصح الوقوف عليها وقبلها، وإذا صلحت للردع وغيره جاز الوقوف عليها وقبلها، والأرجح حملها على الردع لأنه الغالب. (كَأنَّ)"1[1]": حرف عند الأكثر، وعليه إشكالان يمكن الخلاص منها بالقول بأنها بسيطة، ولها معانٍ: أحدها: التشبيه، وهو الغالب، وقيده بعضهم"1[1]"بما إذا كان خبرها اسمًا جامدًا، مثل: كأنَّ زيدًا أسدٌ، وإلا فهي للظن، مثل: كأنَّ زيدًا عندك، أو قائم أو يقوم. الثاني: التحقيق، ذكره الكوفيون"1[1]"والزجاجي، قلت: ومنه حديث الثلاثة: ''كأنِّي أعرفك[- رواه البخاري في الأنبياء باب (51)، ومسلم في الزهد رقم (10)، وهو حديث الثلاثة من بني إسرائيل الأبرص والأقرع والأعمى الذين أراد الله أن يبتليهم، والحديث مشهور .]. [الثالث]: التقريب، قاله الكوفيون"1[1]"، نحو: كأنَّك بالفرج آتٍ، واختلف في إعرابه، فقيل الكاف حرف خطاب والباء حرف جر زائد، والفرج اسم (كأن)، وقيل الكاف اسمها والجار والمجرور خبرها، وما بعده جملة حالية متممة لمعنى الكلام، بدليل قولهم: كأنك بالشمس وقد طلعت. (كُلّ)"1[1]": اسم موضوع لاستغراق أفراد المنكر؛ ولها باعتبار ماقبلها ثلاثة أوجه: الأول: أن تكون نعتًا فتدل على كمال المنعوت، وحينئذٍ يجب إضافتها إلى اسم ظاهر يماثله لفظًا ومعنى، مثل: أكلْنا شاةً كلَّ شاة. إن الفخرَ كلَّ الفخر لمن قدر على كبح جماح نفسه. الثاني: أن تكون توكيدًا لمعرفة، قال الكوفيون: أو نكرة محدودة"1[1]" فتفيد العموم، وحينئذٍ تجب إضافتها إلى ضمير يطابق المؤكد، مثل: 44- [- هذا بيت من البسيط ، لكُثيِّر عزة، وليس في ديوانه . وانظر : شرح التسهيل 3/292 ، وقيل لعمر بن أبي ربيعة، انظر: الديوان ص143 والأمالي للقالي 1/195 والدرر 6/33 . الشاهد فيه : (كل الناس) حيث خلف الاسم الظاهر (الناس) الضمير .] فيفرق بينها وبين سابقتها حينئذٍ بأن هذه لعموم الأفراد وتلك لكمال المنعوت. وأجاز الزمخشري قطع المؤكدة عن الإضافة محتجًا بقراءة بعضهم: {إنا كُلًا فيها} ، والأجود أن (كلًا) هنا بدل من اسم (إنَّ) وجاز إبداله من ضمير الحاضر لأنه مفيد للإحاطة. الثالث: أن تكون مباشرة للعوامل لاتابعة، وحينئذٍ يجوز إضافتها إلى الظاهر وقطعها، نحو: ولها باعتبار مابعدها ثلاثة أوجه: أحدها: أن تضاف إلى الظاهر فيعمل فيها جميع العوامل، مثل: أكرمت كلَّ بني تميم. الثاني: أن تضاف إلى ضمير محذوف فكالتي قبلها. الثالث: أن تضاف إلى ضمير ملفوظ به فلا يعمل فيها غالبًا إلا الابتداء، نحو: 45- "1[1]" واعلم أن لفظ (كُلّ) حكمه الإفراد والتذكير ومعناها بحسب ماتضاف إليه، فإن أضيفت إلى نكرة روعي معناها إما مذكر، مثل: 46- [- هذا بيت من الطويل ، لقيس بن ذريح ، انظر : الديوان ص33 ، والهمع 2/74 ، والدرر 5/136 . الشاهد فيه : (كل مصيبات) .] هذا ما نص عليه ابن مالك في حكم المضافة إلى النكرة، ورده أبو حيان [- هو محمد بن يوسف الغرناطي، من كبار علماء العربية والتفسير والحديث، ولد بغرناطة وتوفي في القاهرة سنة 745هـ، من أشهر تصانيفه : البحر المحيط في تفسير القرآن . (الأعلام 8/26) .] قال المصنف: والذي يظهر لي أن المضافة إلى المفرد أن أريد نسبة الحكم إلى كل فرد وجب الإفراد، مثل: كل رجلٍ يشبعه رغيف، وإن أريد نسبتة إلى المجموع وجب الجمع، كقول عنترة: [- هو عنترة بن شداد العبسي، شاعر جاهلي مشهور، من شعراء المعلقات، اشتهر بالفروسية وبحبه لابنة عمه عبلة، كان عبدًا فنال حريته لإقدامه وشجاعته ، توفي قبل البعثة بزمن .] 47- [- هذا بيت من الكامل ، من معلقته المشهورة، ومطلها : انظر البيت في الديوان ص 196 والهمع 2/74 ، وفي الزوزني ص132 : ، والدرر 5/136 الشاهد فيه : (فتركن) ولم يقل تركت .] لأن المراد أن كل عين جادت عليه فتركت جميع الأعين كل حديقة إلخ.. وإن أضيفت إلى معرفة جاز مراعاة لفظها ومراعاة معناها، نحو: كلهم قائم أو كلهم قائمون، كذا قالوا، والصواب أن الضمير لايعود إليها من خبرها إلا مفردًا مذكرًا على لفظها نحو: وإن قطعت عن الإضافة لفظًا فقال أبوحيان: تجوز مراعاة اللفظ مثل: (كَيْفَ)"52[235]": اسم تستعمل على وجهين: أحدهما: أن تكون شرطية فتقتضي فعلين متفقين لفظًا ومعنى غير مجزومين، مثل: كيف تصنع أصنع، وقيل يجزمان مطلقًا وهو رأي الكوفيين"53[236]"، وقيل: إن اقترنت بها (ما). الثاني: أن تكون استفهامية وتقع خبرًا قبل مالا يستغنى عنها معه، مثل: كيف أنت؟ وحالًا قبل ما يستغنى مثل: كيف جاء زيدٌ، ومفعولًا مطلقًا، مثل: اللام المفردة "54[238]": ثلاثة أقسام؛ جارة وجازمة ومهملة، فالجارة مفتوحة مع الضمير إلا ياء المتكلم فمكسورة، ومكسورة مع الظاهر إلا مع المستغاث المباشر للياء فمفتوحة مثل: يالله. وللجارة معانٍ منها: 1_ الاستحقاق، وهي الواقعة بين معنى وذات، مثل: الحمدلله. 2_ الاختصاص، مثل: الحصير للمسجد. 3_ الملك، مثل: لله ما في السماوات. 4_ التعليل، مثل: {لإِيلافِ قُرَيْشٍ} [قريش: 1]، ومثل اللام الثانية في: يالزيد لعمرٍو، والتقدير: أدعوك لعمرو. 5_ بمعنى (إلى)، مثل: 6_ بمعنى (على)، مثل: {وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ} [الإسراء: 109]. 7_ بمعنى (في)، مثل: 8_ بمعنى (من)، مثل: سمعت له صراحًا. 9_ التعجب، وتستعمل في النداء، مثل: ياللماء، إذا تعجبوا من كثرته. 10_ التوكيد، وهي اللام الزائدة، ومنها المقحمة المعترضة بين المتضايفين، مثل قولهم: (يا بُؤْسَ لِلحربِ). وهل انجرار مابعدها بها أو بالمضاف؟ قولان أرجحهما الأول، ومنها لام المستغاث، وقال جماعة غير زائدة ثم اختلفوا فقال الأكثرون متعلقة بفعل النداء المحذوف، وقال ابن جني بحرف النداء لمافيه من معنى الفعل"55[243]". وإذا قيل: يا لَزيد بفتح اللام فهو مستغاث، وبكسرها مستغاث له والمستغاث محذوف، وإذا قيل: يالك احتمل الوجهين. 11_ التبيين، وذكر لها أقسامًا وأمثلة. والجازمة هي اللام الموضوعة للطلب، وهي مكسورة، وسُليم تفتحها، وإسكانها بعد الفاء والواو أكثر، مثل: 48- "57[249]" وأجاز الكسائي حذفها في النثر بشرط تقدم (قل)، مثــل: والمهملة: 1_ لام الابتداء، وتدخل على المبتدأ، مثل: (تنبيه)"58[252]": إذا قلت: إن زيدًا ليقومن، فاللام للقسم، فلو قلت: علمت أن زيدًا ليقومن، وجب فتح همزة (إن). 2_ الزائدة، كالداخلة على خبر المبتدأ، كقوله: 49- "59[253]" 3_ لام الجواب، إما لـ (لو) أو لـ (لولا) أو للقسم، مثل: 4_ اللام الموطئة وتسمى: المؤذنة، وهي الداخلة على أداة شرط للإيذان بأن الجواب بعدها مبني على قسم مقدر لا على الشرط، سميت موطئةً لأنها وطأت الجواب للقسم أي مهدته له، مثل: {لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ} [الحشر: 12]، وأكثر ما تدخل على (إنْ)، وقد تدخل على غيرها، كقوله: 50_ [هذا بيت من الكامل، انظر : شرح التسهيل 3/218، والهمع 2/44، الدرر 4/240 . الشاهد فيه : (لمتى) فإن اللام المؤذنة دخلت على غير (إن) مع أن الأكثر أن تدخل عليها .] 5_ لام (أل) كالرجل. 6_ اللام اللاحقة لأسماء الإشارة للدلالة على البعد. (لا)"60[259]": على ثلاثة أوجه: الأول: النافية وهي أقسام: 1_ العاملة عمل (إن)، وهي النافية للجنس على سبيل التنصيص، ومنه: 2_ العاملة عمل (ليس). 3_ العاطفة. 4_ الجوابية. 5_ ما سوى هذه الأقسام، ومنها المعترضة بين الجر والمجرور، نحو: جئت بلا زادٍ، وعن الكوفيين؛ هي اسم دخل عليه حرف الجر وما بعدها محفوض بالإضافة"62[262]"، وبعضهم يسميها زائدة، وإن كان لايصح إسقاطها من حيث المعنى ويكون المراد بالزيادة وقوعها بين شيئين متطالبين. الوجه الثاني: (لا) الطلبية التي يطلب بها الترك، وتختص بالمضارع، مثل: الوجه الثالث: الزائدة للتقوية والتوكيد، مثل: (لاتَ)"65[270]": الجمهور على أنها كلمتان؛ (لا) والتاء لتأنيث اللفظ وأنها تعمل عمل (ليس)، ولا تعمل إلا في الحين وما رادفة. (لَوْ)"66[271]": على خمسة أوجه: الأول: الامتناعية، مثل: لو جئتني أكرمتك، وتفيد الشرطية، وتقييدها بالماضي، والامتناع أي امتناع الشرط والجواب عند الجمهور، وهو باطل بمواضع كثيرة، أو امتناع الشرط خاصة مع عدم الدلالة على امتناع الجواب أو ثبوته، ولكن إن كان مساويًا للشرط في العموم لزم انتفاؤه، مثل: لوكانت الشمس طالعةً كان النهار موجودًا، وإن كان أعم لم يلزم انتفاؤه، وإما ينتفي منه ماكان مساويًا للشرط، مثل: لوكانت الشمس طالعةً كان الضوء موجودًا، وأجود مايقال فيها: أنها حرف يقتضي في الماضي امتناع مايليه واستلزامه لتاليه. الثاني: أن تكون حرف شرط في المستقبل كـ(إنْ)، إلا أنها لاتجزم،مثل: ن أو فيما مضى وعكسها الامتناعية. الثالث: المصدرية بمنزلة (أنْ) إلا أنها لا تنصب، وأكثر وقوع هذه بعد: ودَّ أو يودُّ، مثل: الرابع: التي للتمني بمعنى (ليت) مثل: الخامس: أن تكون للعرض، مثل: لو تنزل عندنا فتصيب خيرًا. وذُكِر لها معنى سادس؛ وهو التقليل، مثل: (التمس ولو خاتمًا من حديد) "67[275]". وجواب (لو) إما مضارع منفي بـ(لم)، أو ماضٍ مثبت أو منفي بـ(ما) والغالب على المثبت دخول اللام عليه، مثل: 51- [- هذا بيت من الوافر، انظر : التصريح 2/260، والهمع 2/66، والأشموني 2/352، والدرر 5/101 . الشاهد فيه : (لَمَا) فإن جواب (لو) اقترنت به اللام وهو من غير الغالب .] وقد يكون جوابها جملة اسمية مقرونة باللام أو الفاء، كقوله تعالى: 52- [- هذا بيت من الكامل، لعامر بن الطفيل، انظر : شرح التسهيل 4/100، والهمع 2/66، والدرر 5/102. الشاهد فيه : (فراحةٌ) فإن جواب (لو) جملة اسمية اقترنت بالفاء . ] (لَولا)"70[282]": على أربعة أوجه: أحدها: أن تدخل على جملتين؛ اسمية ففعلية لربط امتناع الثانية بوجود الأولى، نحو: لولا زيدٌ لأكرمتك، ثم إن كان الخبر كونًا مطلقًا وجب حذفه وكونًا مقيدًا وجب ذكره إن لم يعلم، وإلا جاز الوجهان، هذا قول ابن مالك"71[283]"وجماعة. وإذا ولي (لولا) ضمير فحقه أن يكون ضمير رفع، نحو: الثاني: أن تكون للتحضيض والعرض، وتختص بالمضارع أو ما في تأويله، مثل: الثالث: أن تكون للتوبيخ والتنديم، وتختص بالماضي، مثل: الرابع: الاستفهام، مثل: (لَومَا) "73[293]": بمنزلة (لولا). (لَمْ)"74[294]": حرف جزم لنفي المضارع، وقد يرفع بعدها، قيل ضرورة وقيل لغة، وزعم بعضهم أن بعض العرب قد ينصب بها، وقد يليها اسم معمول لفعل محذوف يفسره مابعده، كقوله: 53- [- هذا بيت من الطويل، انظره في شرح التسهيل 2/141 والتي بعدها، ومعجم شواهد العربية 1/59 . الشاهد فيه : (فلم ذا) فقد ولي (لم) معمول فعلٍ محذوف وهو (ذا) فسر الفعل مابعده، فإن(ذا) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الألف لفعل محذوف ، فتكون الجملة : فلم ألق ذا رجاء غير واهب .] (لمَاَّ)"75[296]": على ثلاثة أوجه: الأول: مختصة بالمضارع فتجزمه وتنفيه وتقلبه ماضيًا، وتفارق (لم) في خمسة أمور: [الأول]: أنها لاتقترن بأداة شرط. [الثاني]: أن منفيها مستمر النفي إلى الحال. [الثالث]: أن منفيها قريب إلى الحال. [الرابع]: أن منفيها متوقع ثبوته. [الخامس]: أن منفيها جائز الحذف لدليلٍ، بخلاف (لم)، فأما قوله: 54- "76[297]" فضرورةً. الثاني: مختصة بالماضي فتقتضي جملتين وُجِدَت ثانيتهما عند وجود الأولى، ويقال فيها حرف وجود لوجود، مثل: لما جاءني أكرمته، وجوابها إما فعل ماضٍ أو جملة اسمية مقرونة بـ(إذا) الفجائية أو بالفاء أو فعلًا مضارعًا مثل: الثالث: أن تكون حرف استثناء، فتدخل على الجمل الاسمية، نحو: (لَنْ)"77[303]": حرف نفي ونصب واستقبال، وتأتي للدعاء كقوله: 55- [- هذا بيت من الخفيف، للأعشى ميمون بن قيس، انظر : الديوان ص169، وشرح التسهيل 4/15 ، والهمع 2/56، والدرر 2/42 و 4/62، من قصيدة مطلعها : عدها بعض النقاد هي المعلقة . الشاهد فيه : (لن تزالوا كذالكم) حيث استعمل (لن) للدعاء .] وتلقي القسم بها وبـ(لم) نادرٌ جدًا، كقوله: 56- [- هذا بيت من الكامل، لأبي طالب عمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، انظر : شرح التسهيل 3/207، والأشموني 2/36 ، والهمع 2/41، والدرر 4/220 ؛ روي :''حتى أوارى'' . الشاهد فيه :(لن يصلوا) حيث صدَّر جواب القسم بـ(لن) .] وزعم بعضهم أنها قد تجزم، كقوله: 57- [- هذابيت من المنسرح، لأعرابي ذي قصةٍ مع الحسين بن علي رضي الله عنه، انظر : الهمع 2/4، والأشموني 2/277، والدرر 4/63 . الشاهد فيه : (لن يخب) حيث جزم المضارع بـ(لن) .] (لَيْتَ)"78[307]": حرف تمنٍ يتعلق بالمستحيل غالبًا، وتنصب الاسم وترفع الخبر، وقد تنصبهما، كقوله: 58- * [- هذا الرجز لرؤبة بن العجاج، انظر : الكتاب 2/142، والدرر 2/170، الشاهد فيه : (أيامَ الصبا رواجعًا) فقد نصبت (ليت) الاسم والخبر .] (لَعَلَّ)"79[309]": حرف ترجٍ ينصب الاسم ويرفع الخبر، قال بعض أصحاب الفراء: وقد ينصبهما، وحُكي: ''لعلَّ أباك منطلقًا''، وعقيل يخفضون بها المبتدأ، كقوله:
59- [- هذا بيت من الطويل، لكعب بن سعد الغنوي، يرثي أخاه أبا المغوار، انظر : ابن عقيل 2/196، والتصريح 1/156، والأشموني 1/454، والهمع 2/33، والدرر 4/174 . وروي : ''دعوة'' و ''ثانيًا''. الشاهد فيه :(لعل أبي المغوار) حيث جر بـ(لعل)] وهو في محل رفع بالابتداء لتنزيلها منزلة حرف الجر الزائد، قيل وأول لحن سمع بالبصرة قوله: ''لعل لها عذرٌ وأنت تلوم'' وهو محتمل لتقدير ضمير الشأن، كما في قوله: (إن من أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون) "80[311]"، و لها معانٍ: أحدها: التوقع، وهو ترجي المحبوب والإشفاق من المكروه. الثاني: التعليل، أثبته جماعة منهم الكسائي، كقوله تعالى: {لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ} [طه: 44]. الثالث: الاستفهام، أثبته الكوفيون، ولذلك علق بها الفعل، كقوله تعالى: (لَكِنَّ)"81[314]": - المشددة - حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر، وفي معناها ثلاثة أقوال: أحدها: أنه واحد؛ وهو الاستدراك، وفسر بأن تنسب لما بعدها حكمًا مخالفًا لكم ما قبلها. الثاني: أنها تأتي للاستدراك، وفسر برفع ما يتوهم ثبوته، وتأتي لمعنى آخر أيضًا وهو: التوكيد، مثل: لو جاءني أكرمته لكنه لم يجيء حيث أكدت ما أفادته (لو) من الامتنــاع. الثالث: أنها للتوكيد دائمًا ويصحب التوكيد معنى الاستدراك، وقد يحذف اسمها، كقوله: 60- [- هذا بيت من الطويل، للفرزدق، انظر : الديوان 2/481 والكتاب 2/135 والتي بعدها ، والإنصاف 1/182، وشرح التسهيل 2/13، واللسان مادة (شفر)، . الشاهد فيه : (ولكنَّ زنجيٌّ) حيث حذف اسم (لكنَّ)، فالأصل : ولكنك زنجيٌّ .] (لَكِنْ)"82[316]": - المخففة - هي ضربان؛ مخففة من الثقيلة فلاتعمل، وخفيفة بأصل الوضع فإن وليها كلام فهي حرف ابتداء لاعاطفة، وإن وليها مفرد فهي عاطفة بشرطين: أحدهما: أن يتقدمها نفي أو نهي، فإن قلت: ''قام زيدٌ لكنْ عمرٌو''، جعلتها حرف ابتداء وأتممت الجملة فقلت: ''لم يقم''، وأجاز الكوفيون العطف"83[317]". الثاني: أن لا تقترن بالواو. (لَيْسَ)"84[318]": لنفي الحال، ولنفي غيره بالقرينة، مثل: ليس خلق الله مثلَه. وهي فعل لا يتصرف، قيل إلا في ثلاثة مواضع: الأول: أن تكون للاستثناء، نحو: أتوني ليس زيدًا. والصحيح أنها هي الناسخة واسمها مستتر. الثاني: أن تدخل على جملة اسمية رافعة للاسمين كما في لغة تميم؛ '' ليس الطيب إلا المسكُ''. فإنهم يهملونها حملًا على إهمال ما عند انتقاض النفي، وزعم بعضهم أن من ذلك ما إذا دخلت جملة فعلية ماضية، كقولهم: ''ليس خلق الله مثله''. الثالث: أن تكون حرفًا عاطفًا، أثبته الكوفيون لقوله: 61- [- الراجز هو نفيل بن حبيب، انظر : شرح التسهيل 3/346، والهمع 2/138، والدرر 6/146 . الشاهد فيه : (المغلوب ليس الغالب) فإنها عاطفة كقولك : المغلوب لا الغالب .] وخُرَّج على أن الخبر محذوف تقديره: ليس الغالب إياه. (مَا)"85[320]": اسمية حرفية؛ فالاسمية أنواع: 1_ موصولية. 2_ تامة، وهي التي تقدر بالشيء ونحوه، كقوله تعالى: {فَنِعِمَّا هِيَ} [البقرة: 271] ، أي فنعم الشيء هي. وقوله: ''غسلتُه غسلًا نعِمًَّا''. أي نعم الغسل هو. 3_ نكرة موصوفة، كقولك: مررت بما معجبٍ لك، أي بشيء معجب لك. 4_ تعجبية، مثل: ما أحسن زيدًا، المعنى: شيء حسن زيدًا. 5_ استفهامية، وإذا أتت بعدها (ذا) فعلى أوجه: الأول: أن تكون (ذا) اسم إشارة، كقولك: ماذا التواني. الثاني: أن تكون (ذا) موصولة، كقوله: 62- "86[322]" الثالث: أن تكون مركبة مع (ما) للاستفهام، كقوله تعالى: الرابع: أن تجعل (ما) اسم جنس بمعنى شيء أو موصولًا بمعنى (الذي) كقوله: 63- [- هذا بيت من الوافر ، نسب إلى المثقف العبدي وسحيم بن وثيل ، انظر : الكتاب 2/418 ، والهمع 1/84 ، والدرر 1/271 . الشاهد فيه : (ماذا علمتِ) فإن (ذا) مع(ما) اسم جنس بمعنى (شيء) أو اسم موصول بمعنى (الذي) .] فـ(ماذا) مفعول: (دعي) والتقدير: دعي شيئًا أو دعي الذي علمتِ. الخامس: أن تكون (ذا) إشارية و(ما) زائدة. السادس: أن تكون (ما) استفهامية و(ذا) زائدة، والتحقيق أن الاسماء لاتزاد. 6_ شرطية، وهي إما زمانية، كقوله تعالى: والحرفية أنواع: 1_ حرف نفي، وتعمل عمل (ليس) بشروط، وندر تركيبها مع النكرة تشبيهًا بـ(لا)، كقوله: 64- [- هذا بيت من الطويل ، انظر : الهمع 1/124 ، والدرر 2/107. الشاهد فيه : (مابأس) حيث ركبها مع النكرة وهذا نادرٌ .] 2_ حرف مصدر، وتكون زمانية مثل: 3_ كافة عن عمل الرفع، وتتصل بثلاثة أفعال؛ قَلَّ، وكَثُرَ، وطَالَ، ولا يليهن إلا جملة فِعلية مصرح بفعلها، فأما قوله: 65- [- هذا بيت من الطويل، للمرار الفقعسي، أو لعمر بن أبي ربيعة، انظر : ديوان عمر بن أبي ربيعة ص376 والكتاب 1/30 ، والإنصاف 1/144، وشرح التسهيل 2/109، والدرر 5/190 . الشاهد فيه : (وقلما وصالٌ) حيث جاء الفعل بعدها مقدرًا وليس صريحًا . ] فضرورة. وزعم بعضهم أن (ما) مع هذه الأفعال مصدرية لاكافة. 4_ كافة عن عمل النصب والرفع، وهي المتصلة بـ(إن) وأخواتها. 5_ كافة عن عمل الجر، وتتصل بـ(رُبَّ) وبالكاف كقولهم: كن كما أنت، وبالباء كقوله: 66- [- هذا بيت من الخفيف، لصالح بن عبد القدوس، وفي أمالي القالي لمطيع بن إياس الكوفي يرثي يحيى بن زياد الحارثي 1/271 ، وانظر : الهمع 2/38 والدرر 4/203. الشاهد فيه : (لبِما) حيث كفت (ما) االباءَ من الجر .] وبـ(من) كقوله: 67- [- هذا بيت من الطويل، لأبي حية النميري . انظر : الكتاب 3/156، والمقتضب 4/174، والتصريح 2/10، والهمع 2/35، والدرر 4/181 . الشاهد فيه : (لمما نضرب) حيث كفت (ما) (من) عن الجر .] على خلاف فيما عدا (رُبَّ) وتتصل أيضًا بكلمة (بين)، كقوله: 68- [- هذا بيت من الخفيف، لجميل بن معمر، انظر : ديوانه :105 . ومعجم شواهد العربية 1/324 . الشاهد فيه :(بينما) حيث اتصلت (ما) بـ(بين) .] وقيل (ما) زائدة و(بين) مضافة إلى الجملة وقيل زائدة و(بين) مضافة إلى زمن محذوف مضاف إلى الجملة، أي: بين أوقات نحن بالأراك، والأقوال الثلاثة تجري في (بين) مع الألف كقوله: 69- [- هذا بيت من الخفيف ، لجميل بن معمر ، انظر : ديوانه :105 . ومعجم شواهد العربية 1/324 . الشاهد فيه :(بينما) حيث اتصلت (ما) بـ(بين) .] وتتصل أيضًا بـ(حيث) و(إذ) ويضمنان حينئذٍ معنى(إن) الشرطية فيجزمان فعلين. 12_ حرف معوضٌ به عن (كان) مثل: أما أنت منطلقًا انطلقت. والأصل: انطلقت لأن كنت منطلقًا. 6_ حرف معوض به عن فعل الشرط كقولهم: افعل هذا أما لا، والتقدير: أن لا تفعل غيره. 7_ زائدة بعد الرافع كقولك: شتان ما زيد وعمرو، وبعد الناصب الرافع نحو: ليتما زيدًا قائم، وبعد الجازم، كقوله: أحدها: الزيادة، إما لمجرد تقوية الكلام فقليل بمعنى العدم، وأمالإفادة التقليل، فقليل بمعناه الحقيقي. الثاني: النفي، و(قليلًا) نعت لمصدر محذوف أولظرف محذوف أي إيمانًا قليلًا أو زمنًا قليلًا، ويضعف هذا الوجه أن (ما) النافية لها الصدارة فلا يعمل ما بعدها فيما قبلها لكن يسهله تقدير (قليلًا) نعتًا لظرف لأنهم يتوسعون في الظروف. الثالث: أن تكون مصدرية والفعل المنسبك فاعل (قليل)، و(قليل) حال معمول لمحذوف دل عليه المعنى والتقدير لعنهم الله فأخروا قليلًا إيمانهم. (مِنْ)"87[341]": لها خمسة عشر معنى: 1_ ابتداء الغاية، وهو الغالب، نحو: 2_ التبعيض، 3_ بيان الجنس، وتقع كثيرًا بعد (ما) و(مهما)، 4_ التعليل، {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ} [نوح: 25]. 5_ البدل، 6_ مرافة (عن)، 7_ مرادفة الباء، 8_ مرادفة (في)، 9_ موافقة (عند). 10_ مرادفة (ربما) وذلك إذا اتصلت بـ(ما) كقوله: [67] والظاهر أنها ابتدائية و(ما) مصدرية. 11_ مرادفة (على)، 12_ الفصل وهي الداخلة على ثاني المتضادين، كقوله تعالى: 13 _ الغاية. 14_ التنصيص على العموم، وهي الزائدة في نحو: 15 _ توكيد العموم، وهي الزائدة في نحو: ماجاءني من دَيَّارٍ. وشرطٌ لزيادتها تقدم نفي أو نهي أو استفهام بـ(هل) وتنكير مجرورها وكونه فاعلًا أو مفعولًا أو مبتدًا، ولم يشترط الكوفيون تقدم نفي أو نهي أو استفهام"88[354]"، ولم يشترط آخرون تنكير مجرورها ولا كونه فاعلًا أومفعولًا أو مبتدًا. (مَنْ)"89[355]": على خمسة أوجه؛ شرطية واستفهامية، وإذا قلت: من ذا لقيت، فـ(مَنْ) مبتدأ، و(ذا) موصول خبره، ويجوز كونها زائدة على رأي الكوفيين المجوزين لزيادة الأسماء، وموصولة ونكرة موصوفة كـمررت بمن معجبٍ لك . (مَهْمَا)"90[356]": اسم شرط، ولها ثلاثة معانٍ: الأول: أن تكون لما لايعقل غير الزمان مع تضمن معنى الشرط. الثاني: الزمان والشرط فتكون ظرفًا لفعل الشرط، ذكره ابن مالك"91[357]". الثالث: الاستفهام ذكره جماعة. (مَعَ)"92[358]": اسم وتستعمل مضافة، فتكون ظرفًا ولها حينئذٍ ثلاثة معانٍ: أحدها: موضع الاجتماع، نحو: أنا معك. الثاني: زمانه، نحو: حئتُ مع العصر. الثالث: بمعنى (عند) وحكى سيبويه"93[359]": ذهبت من معه، أي من عنده. وتستعمل غير مضافة فتنون حالًا، وقد تكون ظرفًا، وتستعمل للجماعة كما تستعمل للاثنين. (مَتَى)"94[360]": تكون اسم استفهام واسم شرط وبمعنى: وسط، وحرفًا بمعنى (من) أو(في). (مذُّ، ومنذُ)"95[361]": لها ثلاث حالات: الأولى: أن يليهما اسم مجرور فهما حرفا جر، وقيل: اسمان مضافان، وعلى الأول فهما بمعنى (من) إن كان الزمان ماضيًا، وبمعنى (في) إن كان حاضرًا وبمعنى (من) و(إلى) جميعًا إن كان معدودًا، نحو: ما رأيته مذ يومِ الخميس أو يومِنا، أو منذُ ثلاثةِ أيام. الحالة الثانية: أن يليها اسم مرفوع فقيل هما مبتدأ، وما بعدهما خبر، وقيل ظرفان مخبر بهما على مابعدهما، وقيل ظرفا مضافان لجملة حذف فعلها. الحالة الثالثة: أن يليها جملة اسمية أو فعلية فالمشهور أنهما ظرفان مضافان إما إلى الجملة أو إلى زمن مضاف إلى الجملة وقيل مبتدآن فيجب تقدير زمن مضاف إلى الجملة يكون هو الخبر. النون المفردة"96[362]": أربعة أوجه: [الأول]: نون التوكيد؛ خفيفة وثقيلة، ويؤكد بها الفعل، فيدخلان على الأمر مطلقًا، ولايؤكد بها الماضي مطلقًا إلا شذوذًا، وأما المضارع فإن كان حالًا لم يؤكد بهما، وإن كان مستقبلًا أكد بهما وجوبًا وقريبًا منه، وجوازًا كثيرًا وجوازًا قليلًا. الثاني: التنوين، وهو نون زائدةٌ ساكنة تلحق الآخر لغير توكيد، وأقسامه خمسة، وزاده بعضهم إلى عشرة أقسام. الثالث: نون الإناث، مثل: يضربْنَ. الرابع: نون الوقاية وتسمى نون العماد، وتلحق قبل ياء المتكلم المنصوبة في الفعل متصرفًا أم جامدًا، واسم الفعل، مثل: دَرَاكِني، وبعض الحروف. (نَعَمْ)"97[363]": حرف تصديق ووعد وإعلام، فالأول بعد الخبر، كقام زيدٌ، والثاني: بعد افعل ولا تفعل وما في معناهما، والثالث بعد الاستفهام، نحو: هل جاء زيد؟. قيل: وتأتي للتوكيد إذا وقعت صدرًا، نحو: '' نعم هذه أطلالهم ''، والحق أنها في هذا حرف إعلام وأنها جواب لسؤال مقدر. واعلم أنه إذا قيل: قام زيدٌ، فتصديقه: نعم، وتكذيبه: لا، ويمتنع دخول (بلى) لعدم النفي، وإذا قيل: ماقام زيدٌ، فتصديقه: نعم، وتكذيبه: بلى، ويمتنع دخول (لا) لأنها لنفي الإثبات لا لنفي النفي. والحاصل أن (بلى) لا تأتي إلا بعد نفي، وأن (لا) لاتأتي إلا بعد إيجاب، وأن (نعم) تأتي بعدهما. الهاء المفردة"98[364]": على خمسة أوجه: الأول: ضمير الغائب. الثاني: حرفٌ للغَيبة، مثل: إياه. الثالث: هاء السكت، وهي اللاحقة لبيان حركةٍ أو حرف، مثل: {مَا هِيَهْ} [القارعة: 10]. الرابع: المبدلة من همزة الاستفهام، كقوله: 70- [- هذا بيت من الكامل ، لعمر بن أبي ربيعة، انظر : شرح المفصل 10/42،ومعجم شواهد العربية 1/387، ولم أجده في ديوانه . الشاهد فيه : (هَذَا) فإن هذه الهاء مبدلة من همزة الاستفهام، وليست للتنبيه، فإن الأصل : أذا الذي ..] الخامس: هاء التأنيث، مثل: رحمة، والتحقيق أنها لاتعد، لأنها جزءَ كلمةٍ. (هَا)"99[367]": على ثلاثة أوجه: الأول: أن تكون اسم لفعل أمر هو (خُذْ)، ويجوز مد ألفها واتصال الكاف بها، مثل: ''هاكم، هاؤم'' ويجوز حذف الكاف مع الهمزة، فيقال: هاءَ، هاءِ، هاؤما، هاؤم، هاؤنَّ؛ للمفرد والمفردة والمثنى وجمع الذكور وجمع الإناث. الثاني: أن تكون ضميرًا للمؤنث. الثالث: أن تكون للتنبيه، فتدخل على اسم الإشارة وعلى ضمير الرفع المخبر عنه باسم إشارة، مثل: {هَاأَنتُمْ أُوْلاء} [آل عمران: 119] "100[368]"، وعلى نعت (أي) في النداء، مثل: يا أيُّها الرجل، ويجوز ضم الهاء اتباعًا لـ(أي) فتقول يا أيُّهُ الرجل، وعلى اسم الله في القسم إذا حذف حرف القسم، مثل: ها الله، بقطع همزة الله ووصلها. (هَلْ)"101[369]": حرف موضوع لطلب التصديق الإيجابي، فتفارق الهمزة في عشرة أمور: 1- أنها للتصديق. 2- للإيجاب، فلا يجوز: هل لم يقم. 3- تجعل المضارع للاستقبال. 4-5-6- لاتدخل على شرط ولا (إنَّ)، ولا اسم بعده فعل في الاختيار. 7-8- أنها تقع بعد العاطف لاقبله وبعد (أم) مثل: {فَهَلْ يُهْلَكُ} [الأحقاف: 35] ، 9- أنه يراد بالاستفهام بها النفي، نحو: 10_ تأتي بمعنى (قد)،
الواو المفردة"102[374]": تأتي لأحدعشر معنى: الأول: العاطفة، وهي لمطلق الجمع. الثاني: الاستئنافية، ويرفع مابعدها. الثالث: الحالية. الرابع: واو المعية، سواء على اسم، كـ: سرتُ والنيل، أو على فعل مضارع معطوف على اسم صريح أو مؤول، مثل: 71- "103[375]" الخامس: واو القسم. السادس: واو (رب)، ولا تدخل إلا على منكر متعلقه متأخر. الثامن: الزائدة، كقوله: التاسع: واو الثمانية، مثل: {وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ} [الكهف: 22]. العاشر: ضمير المذكر أو ما نزل منزلته، مثل: الحادي عشر: واو علامة الذكور، مثل: أكلوني البراغيث. (وَا)"104[379]": على وجهين: الأول: أن تكون للندبة. الثاني: أن تكون اسم فعل بمعنى: (اعجب) ويقال: واها، ووي، وقد تلحق (وي) كاف الخطاب فيقال: ويك، وقال الكسائي: أصله ويلك فالكاف ضمير مجرور، وأما (يَا)"105[381]": حرف نداء للبعيد، وقد تكون للقريب، ونصب المنادى بـ(أدعوا) محذوفًا وجوبًا، وقيل بها وإذا وليها ماليس منادى مثل: 106[232] - هذا بيت من الطويل، لكثير، انظر: شرح التسهيل 3/299، والهمع 2/73 والدرر 5/132. الشاهد فيه: (كلُّها) حيث عمل فيها الفعل وليس الابتداء، فهي فاعل. 107[232] - سورة القمر. الآية:52.
|